کد مطلب:240981 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:116

طلبوا الخلاص من الظلمة بالظلمة
روی الصدوق مناظرة الرضا علیه السلام مع عمران الصابی و فیما قال علیه السلام ردا علیه:

«و الله تبارك و تعالی فرد واحد لاثانی معه یقیمه و لایعضده و لایمسكه، و الخلق یمسك بعضه بعضا بإذن الله و مشیئته، و إنما اختلف الناس فی هذا الباب حتی تاهوا و تحیروا و طلبوا الخلاص من الظلمة بالظلمة فی وصفهم الله بصفة أنفسهم فازدادوا من الحق بعدا، و لو وصفوا الله عزوجل بصفاته و وصفوا المخلوقین بصفاتهم لقالوا بالفهم و الیقین، و لما اختلفوا. فلما طلبوا من ذلك ما تحیروا فیه ارتبكوا و الله یهدی من یشاء إلی صراط مستقیم. قال عمران: یا سیدی أشهد أنه كما وصفت و لكن بقیت لی مسألة قال: سل عما أردت...». [1] .

و لما كانت المناظرة مطولة اكتفینا بما تقدم و المعنی واضح لایفتقر إلی إیضاح.

قوله علیه السلام: «طلبوا الخلاص من الظلمة بالظلمة» صالح لضربه مثلا لمن یطلب أمرا بما یضاد طلبه كناقش الشوكة بالشوكة حیث لاتزیده إلا و لوجا و هو المثل السائر تمثل به أمیرالمؤمنین علیه السلام فی كلام له:

«... أرید أن أدوای بكم و أنتم دائی، كناقش الشوكة بالشوكة، و هو یعلم أن ضلعها معها». [2] فالمثل العلوی مصوغ للمنع عن أن یكون الانسان كذلك، و لابد من نقش الشوكة بما لایزیدها و لوجا، بل بما هو مخرج لها و قد نص القرآن الكریم فی نظائر ذلك منها قوله تعالی: «و یدرءون بالحسنة السیئة». [3] و الدرء: الدفع فلو كان دفع السیئة بالسیئة لكان نظیر طلب الخلاص من الظلمة بالظلمة بل قال جل جلاله:



[ صفحه 331]



«و یدرءون بالحسنة السیئة». و علیه كان علی عمران الصابی و متبعیه أن یطلبوا الخلاص من الظلمة بالنور لابالظلمة، كما علی مرید إخراج الشوكة إخراجها بغیرها لابها فإن ضلعها معها.

و یرید الإمام الرضا علیه السلام من المثل بطالب الخلاص من الظلمة بالظلمة أن توصیف الله عزوجل لابد أن یكون بصفاته تعالی لابصفات مخلوقاته. فلو وصفه بأوصافها فقذ وقع فی ظلمة الجهل زیادة علی الجهل الأول وقد جاء فی العلوی «اعرفوا الله بالله و الرسول بالرسالة و أولی الأمر بالأمر بالمعروف و العدل و الإحسان». [4] .

ثم نظیر المثل فی عدم الإمكان قولهم: (طلب الأبلق العقوق). [5] .



[ صفحه 334]




[1] التوحيد 439.

[2] النهج 291:7، كلام 120، و حرف الكاف مع النون من الأمثال المستخرجة من نهج البلاغة الرقم 119 ص 362.

[3] الرعد: 22.

[4] أصول الكافي 85:1.

[5] مجمع الأمثال 431:1، حرف الطاء. و هو من شعر:



طلب الأبلق العقوق فلما

لم يجده أراد بيض الأنوق



و في المصدر «العنوق»، امثال و حكم 1073:2.